Search This Blog

Tuesday, February 24, 2009

صفات الله وكيف عرفت ربي: كلمة الدكتور إبراهيم أبو محمد


بسم الله الرحمن الرحيم
عبد يتحدث عن سيده ومولاه
الله ربى إن ربى رحيم ودود
عندما سئل الحسن بن على ما الدليل على وجود الله فأشاح بوجهه عن السائل وقال:
سبحانك ربى متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ؟ ومتى كنت بعيدا حتى تكونالأشياء هي المظهرة لك ، عميت عين لاتراك عليها رقيبا ، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا ،
وعندما سئل ابو بكر الصديق كيف عرفت ربك يا أبا بكر فقال بربي عرفت ربي ولولا ربي ماعرفت ربي، قالوا فكيف عرفته قال : العجز عن الإدراك إدراك ، والبحث في ذات الله إشراك .
وعندما سئل الإمام على وقيل له أرأيت ربك يا إمام ؟ أجاب وكيف أعبد ما لا أرى ، قالوا فكيف رأيته؟ قال: إن كانت العيون لا تراه بمشاهدة العيان فالقلوب تراه بحقيقة الإيمان،
وعقولنا يا سادة كأجهزة الكهرباء ،مضبوطة على طاقة معينة إذا وضعت تحت ضغط أعلى تعطلت وربما تفجرت.
ومن ثم فإن الحديث عن الله لا يتم إلا بالطريقة التى اختارها الله ليعرفنا بذاته عن طريقها.
§ ولفظ الجلالة(الله) علم على الذات لم يسم بهذا الاسم غيره
الله أول بلا بداية وآخر بلا نهاية.
الله بالبر معروف وبالإحسان موصوف.
الله واحد لا من قلة ، موجود لا من علة .
هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" الحديد (3)
لا يسأل عنه بأين لأنه خالق المكان ، ولا يسأل عنه بمتى لأنه خالق الزمان .
كان الله ولا شي ، وهو على ما كان، لم يتغير عما كان ، علم ما كان، وعلم ما هو كائن وعلم ما سيكون ، وعلم مالا يكون لو كان كيف كان يكون.
الله يرى كل شي، ويسمع كل شي ، علمه أحاط بكل شئ، ولا تشغله رؤية شئ عن شئ كما لا يشغله سمع شئ عن شئ فهو الذي خلق كل شئ ، وليس كمثله شئ،
وهو السميع البصير.
" اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ. لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ الزمر(62) (63)
وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ" الأنعام (59)
لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس "لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير".الأنعام (103)
§ تفرد وحده بكل صفات الجلال والكمال والجمال ، فكل شئ مقهور لقدرته، خاضع له، راجع إليه وبيده وحده مقاليد كل الأمور، الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون يقول عن ذاته " إنا نحن نحي ونميت وإلينا المصير، يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير" ق (43) (44)
وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ فاطر(11)
اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ. سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ الرعد (8) (9) (10)
لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ الأنعام (103)
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ. لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" الشورى (11)(12)

§ خلقنى تفضلا، وجعل الحياة لى محل اختبار وامتحان ليحقق إحسانه إلىًّ وعدله فيًّ
§ لاتنفعه طاعتى ولا تضره معصيتى ومع ذلك كلفنى تشريفا فأمرنى ونهانى أمرنى بكل خير ليسعدنى ونهانى عن كل شرليحمينى
§ بعث إلي رسولا هو رحمة للعالمين فشرح لى كل شئ، فصل لى كل مجمل ووضح لى كل غامض، واشترط على في الإيمان به أن أومن بكل إخوانه من الأنبياء السابقين ، وطالبنى بأن لا أفرق بين أحد منهم ، لأنه هو أيضا صلى الله عليه وسلم لا يفرق بين أحد منهم ولذلك يطلب من أتباعه أن يؤمنوا بكل الرسل والأنبياء ولا يفضلوه على أحد منهم ولا يفرقوا بينهم ،
§ عرفنى من أنا ومن أين جئت ، ولماذا جئت، وإلى أين أصير، حدد لى هدفى ودورى ورسالتى في هذه الدنيا.
§ أنزل لى شريعة تكمل كل الشرائع السماوية السابقة وقال لى في كتابه الذي أنزله "شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ" الشورى (13)
وهي شريعة تحمينى وتحمي الحياة كلها من حولى بيئة وبشرا ومكانا،
§ علمنى من خلالها أن الحياة للكائنات كلها مقدسة فلا يجوز العدوان عليها،وأن الإنسان بنيان الله ملعون من هدمه، وأنه من قتل نفسا بغيرنفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"
§ علمنى من خلال تلك الشريعة أن أضيف إلى عناصر الجمال في الوجود والكون جمالا جديدا ، وأن أحاصر دوافع القبح والشر في الناس والأشياء قدرما أستطيع وطالبنى بالكف عن فعل الفساد فقال لى "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها"، وعلمنى أيضا أن حماية البئة ونظافة الشارع والمحافظة على النظام العام جزء من الإيمان وطالبنى أن ألقى الناس بوجه طلق وأن اتعاون معهم في إذالة الأذى وأن القلب الكبير هو الذي يشارك الآخرين أفراحهم حين يكون حزينا ويشركهم أحزانهم حين يكون مسرورا، فقال لى " تبسمك في وجه أخيك صدقة، وإماطة الأذى والشوك عن الطريق صدقة،وإرشادك الرجل في أرض الضلال صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة،
§ علمنى أنه خلق الأرض للناس جميعا، فقال " والأرض وضعها للأنام"
§ وان الإيمان بالتعددية في الدين والجنس واللغة والتعايش معها ليس خيارا إنسانيا يفعله من يشاء او يتخلى عنه متى شاء، وإنما هو سنة من سنن الله في الوجود، وأن أعلى الناس قدرا ومكانة وكرامة عند الله هو من يترفع فوق الضغائن والأحقاد ويتسامح مع الاخرين، ويضم ملكاته وخبراته للآخرين فيساهم في تقدم الإنسانية وترقية الحياة وفق القاعدة الإسلامية العظيمة خير الناس أنفعهم للناس ، والخلق كلهم عيال الله وأحب الناس إلى الله أنفعهم لعياله.
§ تعلمت من تجارب الناس أن الحرية معنى لا يصلح في الحياة إلا مقيدا. وعلمنى دينى أن الحرية معنى لا يصلح في الحياة إلا محددا ، وفرق بين أن تتحدث عن قيود تكبل وتعوق، وبين أن تتحدث عن حدود للنشاط والحيوية والحركة، فقال لى "لا ضرر ولا ضرار" وعلمنى أن "درء المفاسد مقدم على جلب المنافع" ، ومن ثم فالحرية تنطلق في داخلها من بواعث الاستقامة الأخلاقية التى تستهدف منافع البشرلا مصالح السوق.
§ علمنى أن فساد البيئة يبدأ بفساد النفوس، وأن التلوث الأخلاقي المتمثل في الحقد والكراهية والعنصرية وازدواج المعاييرهو الذي يدفع إلى التلوث المادي ، وأن اختراق قيم الصدق والأمانة والوفاء هو الذي أدى إلى اختراق طبقة الأوزون، لأن النفس الفاسدة تشيع عدوى الفساد في كل ما حولها،
§ علمنى دينى أن الحضارة الحقيقية تبدأ بعمارة القلوب وطهارة النفوس، قبل أن تملأ الدنيا بغابات من الحديد والأسمنت المسلح يسميها البعض بناطحات السحاب، وأنه من الخير للبشر أن يعيشوا على الأرض وهم أطهار من أن يطيروا في الفضاء وهم لصوص.
خاطبنى ربي في الحديث القدسي معاتبا " إنى والإنس والجن في نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيرى ، أرزق ويشكر سواي ، خيرى إلى العباد نازل وشرهم إلى صاعد ، أتودد إليهم بنعمى وانا الغني عنهم ، فيبتعدون عنى بالمعاصى وهم أحوج شئ إلىًّ ، إن تابوا إلى فأنا حبيبهم أستقبلهم من بعيد مرحبا بالتائبين ، وإن لم يتوبوا إليًّ فانا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب ، أهل ذكرى أهل مجالستى، أهل شكرى أهل زيادتى، أهل معصيتى لا أقنطهم من رحمتى،، إن تابوا إلىًّ فأنا حبيبهم أستقبلهم من بعيد مرحبا بالتائبين فإنى أحب التوابين وأحب المتطهرين، وإن لم يتوبوا إليًّ فانا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب ، الحسنة عندى بعشر أمثالها وقد أزيد ، والسيئة عنى بواحدة وقد أعفو، رحمتى سبقت غضبى وحلمى سبق مؤاخذتى .
علمنى أنه لا يأس من رحمته أبدا ولا قنوط من غفرانه على الإطلاق فخاطبنى في الحديث القدسي قائلا "لو يعلم الدمبرون عنى كيف انتظارى لهم ورفقى بهم وشوقى إلى ترك معاصيهم لأقبلوا ، هذا بالمدبرين عنى، فكيف بالمقبلين عليًّ ؟"
علمنى أن دقيقة واحدة باقية في العمر إنما هي أمل كبير في رحمة الله فخاطب كل بنى جنسي جميعا قائلا:"ابن آدم أمرتك فتوليت، ونهيتك فتماريت وسترت عليك فتجرأت، وأعرضت عنك فما باليت. يامن إذا دعاه العبيد غدا ولبى، وإذا دعاه الجليل أعرض ونأى، إن سألتنى أعطيتك، وإذا دعوتنى أجبتك، وإن مرضتَ شفيتك، وإن سلمتَ رزقتك، وإن أقبلتَ قبلتك، وإن تبتَ غفرت لك وأنا التواب الرحيم"
فتح لى كل أبواب الرجاء مهما كانت حجم معصيتى ونبهنى إلى سعة رحمته حتى لا أقع فريسة للشيطان أو أسيرا لليأس فقال لى " إذا تبت إلينا ثم نقضت فارجع إلينا ثانية ، فإذا نقضت ثانية فلا يمنعك الحياء أن ترجع إلينا ثالثة، فأنا الحليم الذي لا أعجل، وأنا التواب الذي لا أبخل ، من ذا الذي وقف ببابنا فطردناه، من ذا الذي استقال من ذنبه فما غفرناه ، أنا الذي أغفر الذنوب وأستر العيوب وأغيث المكروب وأرحم الباكى الندوب وأنا علام الغيوب، ياعبدى قف ببابى أكتبك من أحبابى ولذ بحضرة جنابي أسقك من لذيذ شرابى"
علمنى أن كماله يحبر نقصنا وأن قوته ترحم ضعفنا وأن انكسارنا أمامه واعترافنا بضعفنا وإسائتنا باب إلى عفوه وغفرانه فقال " إن العبد العاصى إذا بكى من ذنوبه واعترف بعيوبه أمام سيد ومحبوبه وقال يا إلهى انا أسأت فيقول الله تعالى وأنا سترت، فيقول العبد ياإلهى وانا ندمت فيقول الله تعالى وانا علمت، فيقول العبد يا إلهى أنا رجعت فيقول الله تعالى وأنا غفرت "
عبدى لاتقنط من رحمتى ، إن كنت بالغدر موصوفا فأنا بالجود معروف. وإن كنت ذا خطايا فانا ذو عطايا ، وإن كنت ذا إساءة فإنا ذو إحسان ، وإن كنت ذا جفاء فأنا ذو وفاء ، وإن كنت ذا غفلة فأنا ذو رحمة ، وإن كنت ذا خشية وإنابة ، فأنا ذو قبول وإجابة"
وروي أن الأرض والبحر تآمرتاعلى ابن آدم فقالت الأرض يارب هذا عبدك خلقته بيدك ومهدتنى له بقدرتك فأكل رزقك وعبد غيرك فاذن لىأن أنخسف فأكون له قبرا ، وقال البحر يارب هذا عبدك خلقته بيدك وسخرتنى له بقدرتك فأكل رزقك وعبد غيرك فاذن لى أن أغرقه في معينى، فيقول الله تعالى يا أرضى ويا بحرى من الذي خلق عبدى؟ فتقول الأرض والبحر أن الذى خلقته ، فيقول الله تعالى أنا الذي خلقته ومن رزقى أطعمته، ومن روحى أحييته، وفوق ارضى حملته، وتحت سمائى ظللته، فإن عرفنى عرفته وإن ذكرنى ذكرته ، وإن نسينى ذكرته ، وغن خاصمنى صالحته وإن تباعد عنى ناديته فمن أين تجدون ربا مثلى وأنا الغفور الرحيم"
هذا هو سيدى الذي أحبه وأعبده ، اتذلل إليه فيعزنى ، أطيعه فيسعدنى، أعصيه واعترف بذنبى وأعود إليه فيراعى ضعفى ويقبلنى ويقبل علىَّ ويرضينى.
"إنه ربى" "إنه هو يبدئ ويعيد، وهو الغفور الودود، ذو العرش المجيد ، فعال لما يريد
إنه ربى "إن ربى رحيم ودود"

No comments:

Post a Comment